تَخْفِضُ العَالِي وَتعلِي مَنْ سَفُلْ
عِيشة الرَّاغِبِ فِي تَحْصِيْلِهَا ... عِيْشَةُ الزَّاهِد فِيْهَا أَوْ أَقَلْ
كَمْ جَهُول وَهْوَ مثر مكثر ... وَعَلِيْم مَات مِنْهَا بِالعِلَلْ
كَمْ شُجَاعٍ لَمْ يَنَلْ مِنْهَا الْمُنَى ... وَجَبَانٍ نَالَ غَايات الأملْ
فِاتْرِكِ الْحِيْلَة فِيْهَا وَاتْئِدْ ... إِنَّمَا الْحِيْلَة فِي تَرك الْحِيَلْ
أَيْ كَفَّ لَمْ تَنَلْ مِمَّا تَفِدْ ... فَرَمَاهَا اللهُ مِنْهُ بِالشَّلَلْ
لَا تَقُل أَصْلي وَفَصْلي أَبَدًا ... إِنَّمَا أَصْلُ الْفَتَى مَا قَدْ حَصَلْ
قَدْ يَسودُ الْمَرءُ مِن غَيْرِ أَبٍ ... وَبِحُسْنِ السَّبكِ قَدْ يُنْفْى الزَّغَلْ
وَكَذَا الْوَرد مِن الشَّوكِ وَمَا ... يَطَلعُ النَّرجِسُ إِلَاّ مِنْ بَصَلْ
مع أني أحمد الله على ... نسبي إذ بأبي بكر اتصلْ
قِيْمَة الإِنْسَانِ مَا يُحْسُنُه ... أَكْثَرَ الإِنْسَانُ مِنْهُ أَوْ أَقَلْ
اكْتُمِ الأَمْرَيْنِ فَقْرًا وَغِنًى ... وَاكْسَبِ الفِلْسَ وَحَاسِبْ مَنْ مَطَلْ
وادَّرعْ جِدًّا وَكدا وَاجْتَنِبْ ... صُحْبَة الْحَمْقَى وَأَرْبَابِ الدِّوَلْ
بَيْنَ تَبْذِيْرٍ وَبخْل رُتْبَةٌ ... وَكلا هَذين إِنْ زَادَ قَتلْ
لَا تَخُضْ فِي حَقِّ سَادَاتٍ مَضُوا ... إِنَّهُم لَيْسُوا بِأَهْلٍ لِلزَلَلْ
وَتَغَافَل عَن أُمورٍ إِنَّهُ ... لَمْ يَفُزْ بِالحَمْدِ إِلَاّ مَنْ غَفَلْ
لَيْسَ يخلو المرء من ضد وَلو ... حاول العزلة فِي رأس جبلْ
مِلْ عَن النَّمَّامِ وَازجُرهُ فَمَا ... بَلغَ الْمَكْرُوه إِلَاّ مَنْ نَقَلْ
دَار جارَ السَّوْءِ بِالصَّبْرِ فَإِنَّ ... لم تَجِدْ صَبْرًا فَمَا أَحْلَى النَّقَلْ
جَانِبْ السُّلْطَان وَاحْذَرْ بَطْشَهُ ... لَا تُعَانِدْ مَنْ إِذَا قَالَ فَعَلْ
لَا تَلي الْحُكْمَ وَإنْ هُم سَألُوا ...