الحمد لله الذي جمل الرجال باللحى. أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه واستغفره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فالق الحب والنوى. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله القائل:«أعفو اللحى وأحفوا الشوارب ولا تشبهوا بالمجوس واليهود والنصارى» .
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بهديه سرًا وجهرًا.
أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى فيما أمر وانتهوا عما عنه نهى وزجر وتمسكوا بهدي نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - خير البشر. واعلموا أن من أقبح البدع التي عم وطم البلاء بها ما اعتاده بعض الناس من حلق اللحية وتوفير الشارب. وهذه البدعة المشينة سرت إلى المسلمين وانتشرت بينهم من مخالطة الأجانب واستحسان عاداتهم حتى تمكنت من نفوس الكثير منهم وصار لها السلطان القوي على أفئدتهم وعقولهم فاستقبحوا بذلك حسنة من محاسن دينهم ورجولتهم وتشبهوا بالمشركين والمجوس وقد أمروا بمخالفتهم فيما ليس من دين الإسلام. وتركوا سنة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل مخلوق وأكمله على الإطلاق. ولا شك أن هذا من ضعف الإيمان وقلة البصيرة.
وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق عليه:«ومن رغب عن سنتي فليس مني» ، ولقد كان من هديه صلوات الله وسلامه عليه وهدي النبيين قبله وهدي أصحابه إعفاء اللحية وإحفاء الشارب ففي صحيح مسلم عن جابر