ناعق الشتات، ودارت عليكم رحى الآفات، وعصفت فيكم ريح الممات، فلن تستطيعوا نقصًا من السيئات، ولا زيادة في الحسنات.
جعلني الله وإياكم من الفائزين الآمنين، وجنبني وإياكم موارد الظالمين. إن أحسن الكلام كلام الملك العلام، والله يقول وقوله الحق المبين:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[النحل: ٩٨] أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء: ٣٥]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من عذابه الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم فاستغفروه.
[١٥٩- (خطبة)]
الحمد لله مجلي السماء بديع المصابيح، ومغذي الملائكة بحلاوة التسبيح، الذي شهدت بتوحيده عجائب المصنوعات، ونطقت بتحميده غرائب المبدوعات، وسبح له الخلق باختلاف اللغات، فسبحان من لا يساويه أحد في الأرض والسموات، أحمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة باسقة الفروع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله من أرجح العرب ميزانًا، وأوضحها بيانًا، وأعلاها مقامًا وأحلاها كلامًا، وأوفاها ذمامًا،