بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من عذابه الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم فاستغفروه.
[١٤٧- (خطبة)]
الحمد لله الذي تفرد بكل كمال، وتفضل على عباده بجزيل النوال، بيده الخير كله، فله الحمد على كل حال، وفي كل حال. نحمده على ما منح من النعماء، ونشكره في البكر والآصال، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله تقدس عن الأشباه والأمثال، وجل عن صفات المحدثين من الفناء والزوال المستحق للتعظيم والإجلال جواد لا يبخل، وغنيٌ لا يفتقر، وكريم يبتدئ بالإحسان قبل السؤال.
ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله المنعوت بالخلق العظيم، وشرف الخلال، اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل.
أما بعد: يا أيها الناس ما للعيون إلى زهرة الدنيا قد مدت؟ وما للنفوس في طلب العاجلة قد جدت؟ وما للآذان عن سماع المواعظ قد سدت؟ وما للقلوب لكثرة المعاصي قد أظلمت واسودت؟ إن في كتاب الله لأعظم زاجر،