للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الميعاد واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[فصل]

قال رحمه الله واعجبا من عارف بالله عز وجل يخالفه ولو أتلف نفسه، لما قال إبراهيم لإسماعيل {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات١٠٢] ، هل العيش إلا مع رضى الله؟ وهل الدنيا والآخرة إلا له، أف لمترخص في فعل ما يكره لنيل ما يحب تالله لقد فاته أضعاف ما حصل، أقبل على ما أقل يا ذا الذوق هل وقع تعثير في عيش وتخبيط في حال إلا حال مخالفته، فبالله يا أرباب المعاملة لا تكدروا المشرب قفوا على باب المراقبة وقوف الحرس وادفعوا ما لا يصلح عن أن يلج فيفسد، واهجروا أغراضكم لتحصيل ما يحبه الله إخواني لنفسي أقول فمن له شرب معي فليرد، أيتها النفس لقد أعطاك ما لم تأملي وبلغك ما لم تطلبي وستر عليك من قبيحك ما لو فاح لضجت المشام فما هذا الضجيج من فوات كمال الأغراض، قربت سفينة العمر من ساحل القبر وما لك في المركب بضاعة تربح بلغت نهاية الأجل وعين هواك تتلفت إلى الصبا واعجبا كلما صعد العمر نزلت وكلما جد الموت هزلت.

بَكَتْ عَيْنِي وحق لها بُكَاهَا ... عَلَى نَفْسِي التي عَصت الإِلَه

ومن أوْلى بطُول الحُزْن مِنها ... وبالآثام قد قطعت مداها

فلا تَقْوى تَصُدُّ عن المعاصِي ... ولا تخشى الإله ولا تناهي

تَتُوبُ من الإِساة في صباحٍ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>