وفي رواية لمسلم:«ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح، إلا لم يدخل معهم الجنة» .
وروي عن عائذ بن عمرو، رضي الله عنه أنه دخل على عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«إن شر الرعاة الحطمة، وإياك ان تكون منهم» ، والحطمة هو الشديد الغليظ القاسي، قليل الرحمة والشفقة والحنان، ويقول مستجاب الدعوة - صلى الله عليه وسلم - «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فأشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فأرفق به» .
أقول قولي هذا، وأسأل الله تعالى أن يوفق ولاة أمور المسلمين، حماة الإسلام لما فيه صلاح دينهم ورعاياهم. إنه تعالى مسئول، غفور رحيم.
[١١٥- موعظة وذكرى]
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، أحمده سبحانه وأتوكل على الحي الذي لا يموت وأسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، فيقول الله سبحانه وتعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}[الروم٤٠] .