أدري كيف يزني وهو لا يشك أنه سيجازى على فعله في الدنيا قبل الآخرة، ومن كان الزنا من أعماله فلا يؤمن حتى على محارمه ولا يرغب في مصاهرته ولا مجاورته ولا مشاركته ولا معاملته ولا الاجتماع معه في محل عمله قال الله تعالى:{وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}[الإسراء: ٣٢] .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله» . رواه الحاكم اللهم احمنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[٢٧- "موعظة"]
عباد الله إن صفات الشر وخصال السوء ما وجدت في قوم إلا كانوا أهلاً لغضب الله وسخطه فاستحقوا الشقاء والذل في الدنيا والآخرة وإن من أقبح الخصال وأشنع الخلال الغيبة والنميمة وقد انهمك الناس فيهما وصارت مجالسهم لا تعمر إلا بهما يسمع المرء من أخيه الكلمة ليفرج بها من كربه ويخفف بها من آلامه فينقلها إلى صاحبها قصد الإيقاع به والتفريق بين المؤمنين هذه يا عباد الله غاية الدناءة، ومنتهى الخسة والنذالة واللآمة، ألا شهامة تحمل النمام على كتمانه سر أخيه ألا مروءة تمنعه من أن ينم على أخيه المسلم، إن النمام لا يعرف للشهامة سبيلاً، ولا للمروءة طريقًا، إن من ينم على المسلمين ليبدل الود جفا وبغضًا والصفو كدرًا وحقدًا ويفتح أبواب الشرور والجنايات على مصراعيها بين المؤمنين من أكبر المصائب، وأشد الرزايا على هذا المجتمع الإنساني، وكذلك الغيبة فإنها تذهب الحسنات، وأنت إذا قلت في أخيك كلمة يكرهها فأنت له بها مغتاب وهو لا يكره كلمة إلا