عباد الله إن الحياء كما علمتم من الإيمان وإنه لا يأتي إلا بخير وأنه خلق الإسلام وذلك أنه يجر إلى الكمالات وإلى الفضائل فمن لم يكن من أهل الحياء حقيقة فليقتدي بهم وليتشبه بهم لأنهم خاصة الفضلاء.
فذو الحياء الخُلُقي يمنعه حياؤه من العدوان على المخلوقات، ذو الحياء لا تبدر منه بادرة بينها وبين الفضائل تنافي، ذو الحياء لا يقدم على الزنا بل ولا على مغازلة النساء التي هي مفتاح الفسوق ولا يقدم على معاملة في الربا لعلمه أن متعاطي الربا العالم بتحريمه محارب لله ورسوله.
ذو الحياء لا يغش أخاه المؤمن لعلمه بتحريم الغش وأن من غشنا فليس منا. ذو الحياء لا يعثو في لحوم الغوافل، ذو الحياء لا ينقل كلام مؤمن إلى أخيه لقصد الإفساد بينهم، ذو الحياء لا يعق والديه ولا يقطع ما أمر الله به أن يوصل ولا يشهد بالزور ولا يؤذ جيرانه.
صاحب الحياء يبتعد عن أكل الحرام وعن المجاهرة بالمعاصي فلا يحلق لحيته لأنه يعلم أنه بذلك عاص لله ولرسوله ولا يخنفس ولا يجعل تواليت لعلمه أن ذلك تشبه بالإفرنج ولا يستعمل الملاهي بأنواعها من تلفزيون أو سينماء أو مذياع أو كرة أو بكم أو عود أو فديو أو نحو ذلك من البدع المحرمات التي حدثت في زمننا كالمذكورات.
صاحب الحياء لا يشرب الدخان أو إن بلي به فلا يشربه في الأسواق ومجامع الناس لعلمه أنه إذا جاهر به في ذلك ازداد إثمه وعظم جرمه. ذو الحياء لا يخلو بامرأة لا محرم معها لا في بيت ولا في سيارة ولا في أي محل لعلمه أن