للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بطونهم صهرها وقطع معاها، يغلي طعام الزقوم في بطونهم كغلي الحميم فشاربون عليه من الحميم. فشاربون شرب الإبل العطاش الهيم. هذا نزلهم فبئس النزل غير الكريم. ينادون مالكًا خازن النار: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: ٧٧] . فيقول: {إِنَّكُم مَّاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [الزخرف: ٧٨] . وينادون مستغيثين بربهم: "ربنا غلبت علينا شوقتنا وكنا قومًا ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال: اخسوا فيها ولا تكلمون فحينئذ ييأسون من كل خير ويأخذون في الزفير والشهيق، وكلما رفعهم اللهب وأرادوا أن يخرجوا منها: أعيدوا فيها وقيل لهم: ذوقوا عذاب الحريق، لا يفتر عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون ويبكون دما بعد الدموع فلا يرحمون جزاء بما كانوا يكسبون. قد فاتهم مرادهم ومطلوبهم، واعترفوا بذنوبهم وأحاطت بهم ذنوبهم يدعون بالويل والثبور يا ثبوراه يا حسرتنا على ما فرطنا في جنب الله، وا حزننا من فظيعة العذاب والشقا، وا كربنا من دار العقاب وتجدد العنا وا فجيعتنا من الخلود في الجحيم ويا عظم البلاء، فما لنا من شافعين، ولا أولياء وأخلاء دافعين قد نسينا الرحمن في العذاب كما نسيناه، وكما جحدنا آياته وجزاءه ولقاء، فوالله أن أفئدتنا لتفتت من قوة العقاب، وإن قلوبنا لتتقطع من الكروب وعظم المصاب، سواء علينا أجزعنا أم صبرنا فالعذاب دائم وسواء دعونا أو سكتنا فليس لنا مشفق ولا ولي ولا راحم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>