والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من عذابه الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم فاستغفروه.
[١٥٦- (خطبة)]
الحمد لله الذي يسبح بحمده من في الأرض والسموات، والحمد لله بكل حمد حمد به نفسه، أو علمه أحدًا من المخلوقات. نحمده على ما منح من نعمه السابغات.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ترفع قائلها أعلى الدرجات. ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات، اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأئمة الثقات.
(أما بعد) فيا أيها الناس إن ما توعدون من الآخرة لآت، وإنكم في دار هي محل العبر والآفات، وأنتم على سفر، والطريق كثيرة المخافات. فتزودوا من دنياكم قبل الممات، وتداركوا هفواتكم قبل الفوات، وحاسبوا أنفسكم وراقبوا الله في الخلوات، وتفكروا فيما أراكم من الآيات، وبادروا بالأعمال الصالحات، واستكثروا في أعماركم القصيرة من الحسنات قبل أن ينادي بكم منادي الشتات، قبل أن يفجأكم هاذم اللذات، قبل أن يتصاعد منكم الأنين والزفرات، قبل أن تتقطع قلوبكم عند فراق الدنيا حسرات، قبل أن يغشاكم من غم الموت الغمرات، قبل أن تزعجوا من القصور إلى بطون الفلوات، قبل أن يحال بينكم وبين ما تشتهون من هذه الحياة، قبل أن تتمنوا رجوعكم إلى