اللهم وفقنا لما وفقت إليه القوم وأيقظنا من سنة الغفلة والنوم وارزقنا الاستعداد لذلك اليوم الذي يربح فيه المتقون اللهم وعاملنا بإحسانك وجد علينا بفضلك وامتنانك واجعلنا من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللهم ارحم ذلنا بين يديك واجعل رغبتنا فيما لديك، ولا تحرمنا بذنوبنا ولا تطردنا بعيوبنا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
[٥١- "موعظة"]
عباد الله لقد ضاعت أعمارنا في القيل والقال، والغيبة والنميمة، والمداهنة، والانهماك في الدنيا، إلى أن استلحق كثير من الناس جزءًا من الليل مضافًا إلى النهار، وكأننا لم نخلق إلا لهذه الأعمال، أفلا نستيقظ من غفلتنا، ونحفظ ألسنتنا عن نهش أعراض الغوافل، والطعن في الأحساب والأنساب، ونصرف جل الأوقات، إلى الباقيات الصالحات، التي هي خير عند ربنا ثوابًا وخير مردًا، ونذكر مولانا الذي فضله علينا مدرارًا، فإن الذكر عاقبته الجنة دار الكرامة والقرار، مع رضى ربنا الذي دونه كل ثواب، تالله لو عرفتم قيمة هذه النصيحة لبادرتم إلى العمل بها كل البدار، فإنك وأنت تذكر الله أفضل ممن يفرق الذهب والفضة وسائر الأموال، وأفضل من أن تجاهد العدو فيضرب عنقك، أو تضرب عنقه، وتكون من الشهداء الأبرار، كيف لا والذكر خير الأعمال وأزكاها، وأرفعها للدرجات عند مولانا الوهاب.
حسب الذاكر: أن تحفه الملائكة، وتنزل عليه السكينة، وتغشاه الرحمات، ومن في الوجود مثل الذاكر، وهو وقت ذكره لله يذكره بارئ