بالتوفيق المبين ووفقنا لقول الحق واتباعه وخلصنا من الباطل وابتداعه وكن لنا مؤيداً، ولا تجعل لفاجر علينا يدًا واجعل لنا عيشًا رغدًا ولا تشمت بنا عدوًا ولا حاسدًا وارزقنا علمًا نافعًا وعملاً متقبلاً وفهمًا ذكيًا وطبعًا صفيًا وشفاءً من كل داء واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[١٠٠- "موعظة"]
عباد الله إن الإنسان منا كما علمتم معرض للأذى والإساءة والاهانة وعرضة للأخطار، والمهلكات، فمنحه الله قوة يدفع بها الإهانة، ويدفع بها الخطر، وينجو بها بإذن الله من الهلاك، هي قوة الغضب والحمية.
وخلق الغضب من النار، فتسلط الشيطان علينا من هذا الطريق وركبنا وقت الغضب، حتى صار الناس في غضبهم حمقى متهورين، وسفهاء طائشين.
فكره الناس الغضب لذلك، واصطلحوا على ذمه مطلقًا، وهذا خطأ فظيع وخلط لا يجوز، فليس كل غضب مذموم ولا كل حلم بممدوح، والله جل وعلا لا يخلق لنا طبعًا إلا لحكمة، ولا يركب فينا قوة الحمية والغضب إلا لسبب وحكمة.
فالأذى إذا جاءنا لا يدفع إلا بالغضب، والشر إذا نالنا لا يدفع إلا بالغضب، وحماية الدين والأعراض والشرف والكرامة لا تدفع إلا بالغضب للحق فمن فقد قوة الغضب بالكلية، أو ضعفت فيه الحمية فهو ناقص محلول العزم، مفقود الحزم، معدوم الرجولة.
وقد امتدح الله غضب المؤمنين على الكفار، وحميتهم الدينية، لما له من