عباد الله لقد تغير أكثر أهل هذا الزمن في أحوالهم الدينية تغيرًا يدهش ذوي العقول تغيرًا من أمعن النظر فيهم ظن أنهم ليسوا من فريق المؤمنين.
هذه الصلاة وهي عمود الإسلام آكد أركانه بعد الشهادتين، أعرضوا عنها، ولم يبالوا فيها جهلوا ما هي الصلاة، وأي قيمة قيمتها وما منزلتها بين سائر الطاعات.
أما علموا أنها أول ما ينظر فيه من عمل العبد يوم القيامة، فإن وجدت تامة صالحة قبلت منه، وسائر عمله، وإن وجدت ناقصة ردت إليه وسائر عمله، ثم تكون كالثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها.
عباد الله إن الصلاة عبادة، ومناجاة، وقربى، نظامها الركوع والسجود، مع التذلل، والخضوع، وأقوالها القراءة، والتسبيح، والابتهال، إلى الله، وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم وروحها الإخلاص لله، وسرها إظهار العبودية، والاستكانة، لعظمة الرب جل وعلا.
إنها خمس صلوات في اليوم والليلة، خمس وقفات يقفها العبد أما سيده ومولاه، خالقه، ومدبر أمره، ولها عند الله ثواب خمسين صلاة.
شُرعت لها الجماعة، وأمر ببناء المساجد لأجلها، وشرع لها الأذان، لينتبه الغافل، ويتذكر الناسي، والجاهل، إعلامًا لوقتها ليجتمع المسلمون إليها، ويؤدوها في جو يسوده الإخاء والمحبة والألفة.
وهي خير العبادات، وكانت قرة عين النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما في الحديث: