هؤلاء هم الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك أن تغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[١٠٧- "موعظة"]
عباد الله إن المؤمن بالله حقًا يبتعد عن المعاصي كما يبتعد عن النار فإذا زل مرة من المرات اضطربت أعصابه وجعل قلبه يخفق وأصابه ندم عظيم وكلما تذكر تلك الهفوة احمر وجهه خجلاً وهاجت عليه أحزانه وتذكر عصيانه لسيده ومولاه ولا يزال موجع القلب منكسره حتى يفارق الدنيا ويوارى في التراب.
هذا هو المعروف عن المؤمن، ولا يعرف سواه في أهل الإيمان لأنهم يدركون تمامًا أنهم إن عصوا خالقهم ورازقهم أنهم سيندمون ويعاقبون إن لم يتوبوا إلى مولاهم، هذا ما كان عليه السلف الصالح ومن تبعهم، وانظر ما عليه أكثر الناس اليوم في هذا العصر المظلم من الجرأة على انتهاك محارم الله تتمثل أمامك حالهم بحالة قوم لا يؤمنون بثواب ولا عقاب تراهم قد أضاعوا الصلاة وأصروا على منع الزكاة إلا النوادر منهم تراهم يطاردون النساء في الأسواق ويشربون الدخان علنًا ويحلقون اللحا كذلك ويغشون في معاملاتهم تراهم أمام الملاهي والمنكرات ليلاً ونهارًا، تراهم يوالون أعداء الله ويعظمونهم تراهم لم يكتفوا بالمعاصي في بلادهم بل يذهبون إلى البلاد الأخرى، بلاد