وأعرض عن الفاني من الحطام وجعل لشارد النفس من التقوى أقوى زمام واجتنب الظلم فإن الظلم يخرج من النور إلى الظلام.
فنسألك اللهم توفيقًا يقرب من الحلال ويبعدنا عن الحرام وطريقًا إلى سبيل الخيرات لنتمسك بالزمام وأمنا يوم الفزع الأكبر تبلغنا به غاية المنى والمرام وأدخلنا مع الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام.
إن أحسن الكلام وأبلغ الأحكام كلام الله الملك العلام والله تعالى يقول وقوله الحق المبين {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأعراف: ٢٠٤] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[العنكبوت: ٦٤] .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
[١٣٣- خطبة في التحذير من المعاصي]
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله وخليله وصفيه، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.