عباد الله كلنا يعلم أن الزنا من كبائر الذنوب وأن فيه فسادًا للزاني والزانية أما فساده للزانية فهو واضح لأنها بذلك الجرم العظيم -جرم الزنا- تجد حلاوة، فتفسد كل من اتصل بها، فيصبحون في تعلقهم بالنساء كالكلب المسعور هذا من جهة ومن جهة أخرى تفسد فراش زوجها إن كانت ذات زوج وربما أدخلت عليه أولادًا من الزناة ينفق عليهم طول حياته ويرثون منه بعد وفاته، ويتفوضون حرم الزوج، وربما تولوا عقد نكاح لهن، أو صاروا محارم لهن في حج أو نحو ذلك نسأل الله العافية ومن جهة فساد الزاني، فإنه بالزنا ينكلب، ويتولع فيه، وكل أنثى يتعدى عليها يحلو لها هذا السفاح فتفسد كالأولى كثيرين من الناس تنبهوا بعد أن كانوا غافلين فيفسدون من النساء كثيرات وهكذا فالزاني لص يسرق ثروة الناس في حياتهم وبعد الممات بما يدخله عليهم من أولاد يعولونهم، وإن كانت المرأة التي تعدى عليها غير متزوجة، فقد أفسد حياتها، بهتك عرضها، وصرف أنظار راغبي الزواج عنها، فتعيش بعد جرم الزنا عيشة ذل وهوان لا زوج يحصنها ولا عائل يعولها هذا مضافًا إلى سوء السمعة وإلى الجناية على شرفها وأهلها فيقفون منه موقف الانتقام غالبًا وربما قضوا عليه أو على ابنتهم وإن لم يقضوا وثبت ذلك بطريق الشرع فإما جلد مائة، وإما رجم يؤدي بالنفسين، هذا عاقبة هذه الكبيرة عصمنا الله وإياكم منها ومن جميع المعاصي فعلى الإنسان أن يفكر ويعرف عواقب الجنايات على الأعراض ليحذر ويحذر عنها أجنبية أو قريبة ولا أدري كيف يقدم الزاني على الزنا وهو يؤمن أن الله مطلع عليه لا تخفى عليه منه خافية وأن جزاءه إن لم يتب توبة نصوحًا الهاوية نسأل الله السلامة منها ولا