الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مضطجعة متصبحة فحركني برجله ثم قال:«يا بنية قومي اشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس» . إذ أن الجادين أو الكسالى يتميزون في هذا الوقت فيعطي كل أمرء حسب استعداده من خير الدنيا والآخرة.
وختامًا فينبغي للعاقل اللبيب أن لا يضيع أيام صحته وفراغ وقته بالتقصير في طاعة الله، وأن لا يثق بسالف عمل ويجعل الاجتهاد غنيمة صحته، ويجعل العمل فرصة فراغه. فليس الزمان كله مستعدًا ولا ما فات مستدركًا. اللهم وفقنا لصالح الأعمال وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[١٠٥- موعظة]
عباد الله نحن في زمن كله عجائب يعجب العاقل اللبيب ومن أعجب ما فيه أن الرجال أصبحوا لا سلطان لهم على النساء إلا النادر القليل، نعم أصبحنا في زمن للنساء فيه جبروت أمامه الرجال في حال ضئيل انعكس الأمر فصار القوي ضعيفًا والضعيف قويًا فإن كنت في شك من ذلك فاخرج وانظر في الشوارع ترى النساء تجول في الشوارع ذاهبات آيبات ويتثنين في تبخترهن عليهن من الزينة ما يرغم على النظر إليهن كل من له عينان.
ولا تسأل عما يحدثه ذلك النظر في نفوس الشبان وأشباه الشبان تراه إذا لمحها أتبعها نظره ثم جرى وراءها لأنه يفهم من هيئتها وتثنيها وتلفتها فهمًا لا يقال له إنه فيه غلطان، إنه يفهم أنها إذا لم تكن تريد منه ما تريد ما