الآخر «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة والقصد القصد» .
فقد ختم - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث بوصية خفيفة على النفوس، نافعة ترشد إلى المحافظة على الوقت، حيث حث فيها على التبكير ورغب أن يبدأ المسلم أعمال يومه نشيطًا طيب النفس مكتمل العزم فإن الحرص على الانتفاع من أول اليوم يستبتع الرغبة القوية في أن لا يضيع سائره سدى.
فهذه الأوقات الثلاثة المذكورة في الحديث، كما أنها السبب الوحيد لقطع المسافات القريبة والبعيدة في الأسفار الحسية مع راحة المسافر وراحة راحلته ووصوله براحة وسهولة فهي السبب الوحيد لقطع السفر الأخروي وسلوك الصراط المستقيم والسير إلى الله سيرًا جميلاً.
فمتى أخذ العامل نفسه وشغلها بالخير والأعمال الصالحة المناسبة لوقته أول نهاره وآخر نهاره وشيئًا من ليله وخصوصًا آخر الليل حصل له من الخير ومن الباقيات الصالحات أكمل حظ وأوفر نصيب ونال السعادة والفوز والفلاح وتم له النجاح بإذن الله في راحة وطمأنينة مع حصول مقصده الدنيوي وأغراضه النفسية.
ومما ورد في الحث على صيانة الوقت ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك» .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة» وروي عن فاطمة رضي الله عنها قالت مر بي رسول