فعلى العاقل أن يبتعد عن هؤلاء الكسالى كل البعد لئلا يؤثروا عليه فيصيبه ما أصابهم من ضياع العمر سدى ويجتهد في صحبته ضد هؤلاء أناسًا أتقياء محافظين على أوقاتهم لا يمضونها إلا في طاعة الله وما أحسن ما قيل:
وَجَانِبْ ذَوِي الأَوْزَارِ لا تَقَرَبَنَّهُم ... فَقُرْبُهُم يُرْدي وَلِلْعِرْضِ يَثْلِبُ
وبالتالي فالذي يرشدنا إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أنه يقرر أولاً أن صحة البدن نعمة من أعظم نعم الله علينا ليربي فينا الوعي بقيمة الطاقة الإنسانية التي خلقها الله فينا. فنستغلها فيما يعود علينا أفرادًا وجماعة بالخير والنفع.
ويقرر لنا - صلى الله عليه وسلم - ثانيًا: أن الوقت هو الحياة، وأن ما نحسبه فراغًا فتتفنن في وسائل قتله هو الطريق إلى التقدم فالحقيقة أن الحي الذي يقدر حياته يبخل في الوقت أن يكون فيه فارغًا ويجتهد فيه في العمل الذي يقربه إلى الله وإلى مرضاته من صلاة وصدقه وتهليل وتسبيح وتكبير وتحميد.
ومن استغلال الوقت بأنفع الوسائل المداومة على العمل وإن كان قليلاً. وذلك أن استدامة العمل القليل على توالي الزمان واستمراره يكون من القليل كثيرًا من حيث لا يجد الإنسان مشقة ولا ضجرًا.
وفي الحديث «إن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل» وفي الحديث