الإخلاص مسك مصون في القلب ينبه ريحه على حامله، العمل صورة والإخلاص روح، إذا لم تخلص العمل لله وحده فلا تتعب، لو قطعت المنازل لم تكن حاجًا إلا بشهود الوقوف بالموقف، ولا تغتر بصورة الطاعات.
كان أيوب السختياني إذا تحدث فرق قلبه وجاء الدمع قال ما أشد الزكام.
وكان إبراهيم بن أدهم إذا مرض يجعل عند رأسه ما يأكل الأصحاء كيلا يتشبه بالشاكين.
وكان ابن أبي ليلى يُصلي فإذا أحس بداخل نام على فراشه.
وكان النخعي يقرأ في المصحف فإذا دخل عليه أحد غطاه.
وكان الواحد من السلف تأتيه العبرة والخشوع فيقوم خشية أن يفطن له.
وكان بعضهم يُصلي ويبكي وإذا جاءه زائر غسل وجهه عن الدموع لئلا يتنبه له.
كل هذا من الإخلاص بلغ يا أخي معشر المرائين الذين إذا ساهموا في مشروع ديني نشروا أسماءهم في الجرائد والمجلات والإذاعات والذين يعددون كم حجوا من سنة وهم ما سئلوا ويقولون نحن نعتمر كل سنة وأهلنا وأولادنا ويجلس بالحرم ويهمل عائلته ولا يحافظ عليهم ولا يدري أين يذهبون في الليل والنهار وربما حصل له بسببهم إثم عظيم لأن سيئة الحرم عظيمة ليست كغيرها.