للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٠- خطبة أيضًا

الحمد لله المحمود على كل حال. الموصوف بصفات الجلال والكمال. المعروف بمزيد الإنعام والإفضال. أحمده سبحانه وهو المحمود على كل حال، وفي كل حال. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والجلال.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخليله الصادق المقال. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل. وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته. وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته. وأجيبوا الداعي إلى دار كرامته وجناته. ولا تغرنكم الحياة الدنيا بما فيها من زهرة العيش ولذاته. فقد قرب الرحيل، وذهب بساعات العمر وأوقاته. ألا وإن المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه. فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن صحته لمرضه، ومن حياته لموته، ومن غناه لفقره، فوا الله ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الموت من دار إلا الجنة أو النار.

وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً}

<<  <  ج: ص:  >  >>