ولا ييأس العارف من زوال شدة مهما استحكمت فإن الفرج بيد الله الذي قال وقوله الحق إن معل العسر يسرا إن مع العسر يسرا ولا ييأس من حصول خير مهما سما وابتعد لأنه يؤمن أن المر بيد من إذا أراد شيئًا قال له كن فكان وإن بدا محالاً في نظر الجهلاء ولا يقنُط العارف ولا يقنُط مؤمنًا من رحمة الله التي وسعت كل شيء وإن كانت ذنوبه أمثال الجبال والرمال ولا يؤمن العارفُ مستقيمًا من العذاب مهما كان العمل من الصالحات لأنه يصدق أنه يغفر الذنوب جميعًا وأنه له الحجة البالغة وأن القلوب بين أصبعين من أصابعه جل وعلا فلا تغفل عن ذلك وإن أهمله الكثير من الناس.
اللهم ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا ذنوبنا وهب لنا تقواك وأهدنا بهداك ولا تكلنا إلى أحد سواك واجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا اللهم اعذنا بمعافاتك من عقوبتك وبرضاك من سخطك واحفظ جوارحنا من مخالفة أمرك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
[١٢٤- "موعظة"]
عباد الله أن من تعظيم ربنا جل وعلا تعظيم كتبه ورسله وذلك من أصول الإيمان فمن استخف بكتاب الله أو آية منه أو استخف برسله خسر كل الخسران عباد الله أين الغيرة الدينية كل يوم نجد الكتب التي تحتوي على التوحيد وعلى الآيات من كتاب الله وعلى الأحاديث الشريفة ملقات مع القمائم وفي الحفر القذرة تداس بالنعال وتلوث بالأقذار تلوث تلويثًا تستغيث منه العواطف الإيمانية أليس هذا من المنكرات لماذا لا تصان وترفع أو تقبر في