الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا وجعلنا خير أمة أخرجت للناس إن تمسكنا بشرعه وسرنا على نهجه وابتعدنا عما يخالفه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله حذر من التشبه بالكفار لما فيه من الضرر في الدين والدنيا فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون اتقوا الله واعلموا أن الواجب على المسلم أن يعتز بإسلامه ويشرف بدينه لأن دينه الإسلام الذي يعلو ولا يعلى عليه وقد أظهره الله على الدين كله. تعاليمه رشد وآدابه كمال {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء: ٩] . فلا بد أن يعرف المسلم نبيه حق المعرفة وما جاء به ويصدقه فيما أخبر به ويطيعه فيما أمر فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة إلا على أيدي الرسل ولا سبيل إلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جهتهم ولا ينال رضا الله إلا على أيديهم فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق كله في هديهم وما جاءوا به. فهم الميزان الذي توزن به الأعمال والأقوال والأخلاق، قال تعالى:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}[الشورى١٣] .
فما بال أقوام ينتسبون إلى هذا الدين ثم يخالفونه في أخلاقهم وعاداتهم