للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيتشبهون بالكفار في شتى المجالات عن عمدٍ وإصرار. وقد روى أبو داود الحاكم في المستدرك عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» . وفي الترمذي عنه - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من تشبه بقوم غيرنا» . إن التشبه بالكفار في الظاهر يدل على مودتهم في القلب وذلك ينافي الإيمان قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة٢٢] إن التشبه بالكفار تنكر للإسلام واستبدال لتعاليمه بغيرها وكفى بذلك ذمًا وإثمًا.

أيها المسلمون: إن مما يندى له الجبين ويحزن له القلب ما تفشى في مجتمعنا من أنواع التشبه بالكفار بين الرجال والنساء والشباب.

فمن أنواع التشبه بالكفار الفاشية بين الرجال حلق اللحى وتوفير الشوارب فرارًا من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثابتة عنه فلقد كان من هديه الكامل وأخلاقه إعفاء اللحية وجز الشارب أو قصه. قال جابر ابن سمرة رضي الله عنه كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير شعر اللحية لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعفي لحيته. وكذلك الأنبياء الكرام قبله فقد ذكر الله تعالى عن هارون أنه قال لموسى: {يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي} [طه: ٩٤] . وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتوفير اللحية واحفاء الشوارب.

ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وفروا اللحى وأحفوا الشوارب» . فتمسكوا أيها المسلمون بهدي نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فهو خير لكم في الدنيا والآخرة.

يا من تحلقون لحاكم وتوفرون شواربكم اعلموا أنكم قد عصيتم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فبادروا بالتوبة فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل –إنكم ربما تنظرون إلى أناس يحلقون لحاهم فتريدون مجاراتهم- وهذا استسلام للهوى وضعف في الإيمان لأن الذي يجب الاقتداء به وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه سنته

<<  <  ج: ص:  >  >>