بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من عذابه الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين. إنه هو الغفور الرحيم، فاستغفروه.
[١٥٤- (خطبة)]
الحمد لله الكريم الرءوف الرحيم المجيد، والحمد لله الذي بحمده تستفتح أبواب المزيد، نحمده كما يجب لجلاله، وكما ينبغي له من التحميد، ونشهد أن لا إله إلا الله العزيز الحميد، شهادة ننجو بها من الفزع الأكبر يوم العيد. ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله البشير النذير الشهيد، اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أئمة العدل والتوحيد.
أما بعد أيها الناس فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوه، وأحثكم على مراقبته فإنكم ملاقوه، واحذروه كما حذركم نفسه في الكتاب، واذكروه كما أمركم يا أولي الألباب، واستغفروه؛ فإنه غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، واشكروه فكم أفاض عليكم من جزيل نعمه، وإياكم والمعاصي، فإنها مفاتح غضب الله ونقمه، ولا تشغلنكم دنياكم عن أداء المسنون والمفروض، ولا تغرنكم، فإنها لا تساوي عند الله جناح بعوض.