هم يحزنون واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[٢٨- "موعظة"]
عباد الله نحن في زمن بلغ فيه الفساد مبلغًا ما كان يدور في خلد إنسان وهان على كثير من الناس اليوم أن يتقدموا إلى المعاصي مطمئنين وخف عليهم جدًا أن يرتكبوا ما حرم الله عليهم غير هيّابين وسهل كل السهولة عليهم أن يقتحموا حتى موبقات الأوزار غير خائفين من الله تعالى ولا مبالين بنواهيه.
ولعل زمننا هذا ينطبق عليه ما في حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر» وما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء» . أخرجه مسلم.
وأخرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث بن مسعود بزيادة في آخره وهي –قيل يا رسول الله ومن الغرباء قال:«النزاع من القبائل» .
وأخرجه أبو بكر الآجري وعنده- قيل ومن هم يا رسول الله، قال:«الذين يصلحون إذا فسد الناس» .
وخرجه غيره وعنده قال:«الذين يفرون بدينهم من الفتن» .
وخرجه الترمذي من حديث كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الدين بدأ غريبًا وسيرجع غريبًا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي» . وفي حديثه قيل ومن هم يا رسول الله قال:«الذين يصلحون حين فساد الناس» .