للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إذا كانت متضمنة عيبًا، ذلك العيب الذي أنت تريد أن تكشفه للناس تريد منهم أن يحقروه ويزدروه ويحترسوا منه أن يكون يومًا لهم من الأصحاب أنت تريد منهم أنه أن خطب منهم منعوه لتحقيرك إياه عندهم تريد من غيبتك له أن يبعد منهم ويكون منطويًا عنهم لما لقنتهم مما ذكرته فيه ويكون في وحشية منهم وتريد من غيبتك أنه إذا احتاج لا يدلي عليهم بشيء يقضي فيه حاجته بل تريد منهم أن لا يردوا عليه السلام إذا سلم لما عندهم له مما لقنتهم من الازدراء والاحتقار وإن كان صانعًا فيسبب غيبتك له أن يجفوا صنعته فتقف، وإن كان تاجرًا فتريد بعيبتك أن تخسر تجارته لإعراضهم عنه، وتريد أنه إذا كان له أولاد أو بنات يرغب في تزويجهم أن يأنف الناس منهم فيبورون، هذا والله شيء يؤلم النفوس الزكية لأنها مضار عظيمة جدًا تنزل بمن تغتابه فعلى العاقل أن لا يصدق المغتاب وأن يرده خائبًا ولا يظن بأخيه المسلم إلا خيرًا والله أعلم.

شعرًا:

حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا ... وَدُنْيَاكَ يَا هَذَا شَدِيْدٌ عَنَاؤُهَا

وَلا خَيْرَ فيْهَا غَيْرَ زَادٍ مِنَ التَّقَى ... يَنَالُ بِهِ جَنَّاتُ عَدْنٍ وَمَاؤُهَا

بَلَى إِنَّهَا لِلْمُؤْمِنِيْنَ مَطِيَّةٌ ... عَلَيْهَا بُلُوغُ الخَيْرِ والشَّرُ دَاؤُهَا

وَمَنْ يَزْرَعُ التَّقْوى بِهَا سَوْفَ يَجْتَنِي ... ثِمَارًا مِنَ الفِرْدَوْسِ طَابَ جَنَاؤُهَا

نُؤَمِلُ أَنْ نَبْقَى بِهَا غَيْرَ أَنَّنَا ... عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ المَمَاتَ انْتَهَاؤُهَا

فَكُنْ أَيَّهَا الإِنْسَانُ في الخَيْرِ رَاغِبًا ... يَلُوحُ مِن الطَّاعَاتِ فِيْكَ بَهَاؤُهَا

وَجَانِبْ سَبِيْلَ الغَي واتْرَكْ مَعَاصِيًا ... يُذِيبُكَ مِنَ نَارِ الجَحِيْمِ لَظَاؤُهَا

اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>