للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر سبحانه، من صفات المؤمنين، أداءهم للأمانات إذا ائتمنوا، ووفاءهم بالعهد إذا عاهدوا. وأعظم الأمانات فرائض الله التي افترضها على العباد؛ فهي كالودائع: عليهم أن يؤدوها حق الأداء.

وختم سبحانه صفات المؤمنين المفلحين بمحافظتهم على الصلاة، كما بدأها بذلك -: توجيهًا للأنظار إليها، وإلى ضرورة المحافظة عليها؛ فهي أعظم وسائل الفلاح والنجاح.

ثم ذكر عظيم أجرهم، وحسن جزائهم؛ فقال: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: ١٠ - ١١] . ذلكم -يا عباد الله- فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

فاتقوا الله عباد الله، وترسموا نهج الصالحين، واصرفوا الجهود في طاعة الله تكونوا من المؤمنين المفلحين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [هود: ٢٣] .

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه.

أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب. فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

[١٦٨- (الخطبة الثانية)]

الحمد لله العزيز الغفار؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد البررة الأخيار. اللهم صل وسلم على

<<  <  ج: ص:  >  >>