أما بعد: فيا عباد الله؛ يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:«كان إذا نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي، يسمع عند وجهه كدوى النحل؛ فلبثنا ساعة، فاستقبل القبلة - يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: «اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا. ثم قال: لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة. ثم قرأ:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}[المؤمنون: ١] ، إلى عشر آيات» . فيا لسعادة من أقامهن فحظى بكرامة الله في دار الكرامة والنعيم، ويا لشقاء من أعرض عن هديها فباء بالخيبة يوم يفوز المفلحون!!.
وصلوا -عباد الله- على الهادي البشير، محمد أكرم رسول وخير نذير؛ فقد أمركم بذلك اللطيف الخبير:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[الأحزاب: ٥٦] . اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه المنير. وارض اللهم عن خلفائه الأربعة -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن الآل والصحب ومن على نهجهم إلى الله يسير؛ وعنا معهم بعفوك وكرمك يا عزيز يا قدير.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، ودمر اليهود ومن شايعهم من المستعمرين الغاصبين، وألف بين قلوب المسلمين، وأصلح قادتهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا؛ واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا أرحم الراحمين. ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا آتنا في