وخيمة في العاجل والآجل فما الذي يا عباد الله أخرج الأبوين من الجنة دار اللذةِ والنعيم إلى دار الأحزان والآلام إلا شؤم أكلةً واحدة نُهيا عنها وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وصيره طريداً مصدراً لكل شقاء إلا تكبره وامتناعه من الإتيان بسجدةٍ واحدة، وما الذي أغرق أهل الأرض حتى علا الماء رءوس الجبال وسلط الريح العقيم على قومِ عاد وأرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وما الذي رفع قوم لوط حتى سمع أهل السماء صوت كلابهم ثم قلبها عليهم وما الذي خسف الأرض بقارون وأغرق فرعون وهامان وجنودهما، ما الذي أطاح بعروش كثيرة أضحى أهلها بعد العز أُلعوبة في يد الطغاة إلا شؤم ذنوبهم وما ذكر الله أولئكم في كتابه الكريم إلا ليخوفنا ويُنذرنا ويُحذرنا مما حل بهم. فحذارِ عباد الله من معاصي الله فإنها شهوةٌ قصيرة عاجلة تعقبها حسرةٌ دائمة ونارٌ حامية. حذارِ فقد وضح السبيل ولن ينفع عند الله مُلفق الأعذار ولا التأويل. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وجعلنا من أهله. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
٦٣- خُطبة في (فضل الشهادة بالحق)
وضرر كتمها - وخطر شهادة الزور
الحمد لله الخبير فلا تخفى عليه خافية يعلم ما توسوس به نفس المرء وما ينطق به سراً أو علانية. أحمده سبحانه أمرنا بحفظ ألسنتنا عن قول الزور والفحشاء وأسأله التوفيق لقول الحق في السراء والضراء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا مُحمداً عبده ورسوله بشر الصادقين