ووطنه بعاده، والتحق بذلك اليتم أولاده، فيا له من واقع في كرب الحشارج حتى أدرج في تلك المدارج، وقدم على الله ذي المعارج، في منزل لا يبرح منه من نزله حتى يلحق آخر الخلق أوله. أفيظن ظان أن الله خلق الخلق ليهمله؟! كلا والله ليبعثنه من أماته. ليسأله عن الرسول ومن أرسله، وعن القرآن ومن أنزله، وعن الحرام الذي أكله، وعما اجترحه فيدنياه وفعله، ثم ليوفين كل عامل منكم عمله، ويقابل كل بما عليه وله، علم ذلك من علمه وجهله من جهله. جعلني الله وإياكم ممن إذا أمر قبل، وإذا زجر وجل. إن أحسن الكلام على الإطلاق كلام ربنا الرحيم الخلاق، والله يقول وقوله الحق المبين:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[النحل: ٩٨] أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم {المص كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}[الأعراف: ٣]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من عذابه الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين. إنه هو الغفور الرحيم، فاستغفروه.
[١٥٧- (خطبة)]
الحمد لله الكريم الرؤوف الرحيم المجيد، والحمد لله الذي بحمده تستفتح أبواب المزيد، نحمده كما يجب لجلاله، وكما ينبغي له من التحميد، ونشهد