الدمار والبوار ومن هيئة البطر والافتخار إلى هيئة الندم والانكسار كما قال الله تعالى:{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}[الكهف: ٤٢] .
وهذا جزاء كل من تكبر ونافق وجحد فضل الله وكفر نعمته وتجبر على عباده بالأمس واليوم وبعد اليوم وفي الغد {وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً}[الكهف: ٤٣] . نعم وما كان منتصرًا {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً}[الكهف: ٤٤] .
فاتقوا الله عباد الله. واتقوا الدنيا فإنها كما علمتم دار غرور وعن قريب تخرب ويموت أهلها وشمروا إلى دار لا يخرب بنيانها ولا يموت سكانها ولا يهرم شبابها هوائها النسيم يتقلب أهلها في رحمة.
[١٤٤- خطبة أخيرة تابعة لما قبلها وصالحة بعد كل خطبة]
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الغني الصبور الشكور. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله القائل كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الذين صانوا أنفسهم عن فتنة الدنيا وغرورها فأعزهم الله وأعلى ذكرهم في العالمين.
أما بعد. فقد قال الله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء: ٣٥] .
أيها المسلمون إن الموت كأس لا بد من شربه وإن طال الزمن لا ديمومة