والاستهزاء بآيات الله كل ذلك إذا اجتنبه العبد: ملك زمام نفسه، وبلغ نهاية قصده. أما مصائر الشر، فلن تحد بحدث، ولن تنحصر في شيء معين؛ فكل معصية لله، وكل تفريط في جانب الله -فإنه يجر أسوأ العواقب، ويكون له أسوأ المصائر. وحسبنا أن نستعرض في كتاب الله أخبار الأمم الهالكة بسبب تفريطها، وما تحدث الله به عن إهلاكها؛ حيث يقول:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}[القصص: ٥٨] . {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ}[غافر: ٢١] .
تلكم -يا عباد الله- هي مصائر الشر، وعواقب المعاصي. فاتقوا الله، واسألوه النجاة منها. إنها تورث الحسرة والندامة، وتجلب الغم والأحزان، وتبعد المرء عن درجات القرب والرضوان.