٣٧٩- اعلم أن عدم الاهتمام بأمر الموت وعدم الروعة منه وما بعده والله أعلم حب الدنيا والهوى وطول الأمل والشيطان والنفس الأمارة بالسوء وقيل والله أعلم إن السبب الحقيقي هو سلب الله للخواطر المنصرفة إلى ذكر الموت وتصور حقيقة أمره، وسلب الدواعي إلى الاشتغال به لما في ذلك من الاعتماد على الدنيا وانتظام أمرها الذي هو مقصود للحكيم.
٣٨٠- ولما كان الموت أمرا حتما لا بد منه لكل نفس فلا بد من تذكره دائما وأبدا ففي تذكره محاسبة للنفس على ما قدمت من خير أو شر فإن قدمت خيرا فذكر الموت يريحها ويحثها على التزود من الأعمال الصالحة والابتعاد عن كل شر وإن فرطت وأهملت واستمرت على فعل المعاصي والشرور فذكر الموت يردعها عن غيها وطغيانها ويحول بينها وبين عبثها.
يَا وَيْحَ نَفْسِي من تتابع حَوْبتي ... لو قد دعاني للحساب حسيبي