تعود، هيا إلى التوبة قبل فوات الأوان، هيا من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال، هيا فالوقت غير مضمون، وقد يفصل في الأمر، وتغلق الأبواب في أية لحظة من لحظات الليل والنهار، هيا واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، وهو هذا القرآن الذي بين أيديكم، واهتدوا بهدي نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - {مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَاّ بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[البقرة: ٢٥٤] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}[النساء: ١٨] .
اللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من المتطهرين الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.
أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
[١٣٤- خطبة في أصول الدين]
الحمد لله المعروف بأسمائه وصفاته، المتحبب إلى خلقه بجزيل هباته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بالألوهية والوحدانية، المتوحد في العظمة والكبرياء والمجد والربوبية.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أكمل الخلق في مراتب العبودية،