للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأعلاه في كل خصلة حميدة فهو خير البرية.

اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار. وعلى التابعين لهم بالأقوال والأفعال والإقرار.

أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه. فهو الغني المطلق ومن سواه إليه فقير، وهو القوي العزيز ومن سواه عاجز ذليل. وهو الجواد الكريم، فلا غنى لأحد عن كرمه طرفة عين {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: ٧٠] . ونؤمن أن الله الذي لا إله إلا هو فهو ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.

فكما أنه لا رب ولا خالق ولا منعم سواه، فليس للعباد إله ومعبود إلا الله. فمن أخلص له الدين في ظاهره وباطنه فهو الموحد حقًا. ومن صرف شيئًا من العبادة لغيره فهو المشرك صرفًا قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: ٧٢] . وقال: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: ٦٥] .

فليس لنا معبود سواه فلا نستعين إلا به ولا نعبد إلا إياه فهو الإله المقصود بالتأله والحب والتعظيم. وهو المقصود لقضاء الحاجات وتفريج الكربات وكل أمر عظيم، خلقكم وأمركم بمعرفته وعبادته، وحثكم على إخلاص الدين وتحقيق طاعته. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] . وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١] . وقال: {اللَّهُ الَّذِي

<<  <  ج: ص:  >  >>