رئيس مصلحة أو مأمور ثغر تقصد بذلك استمالته واستغلال منصبه في باطل فهو رشوة جاء الحديث النبوي مُثبتاً إن هدايا العمال غلول استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً على الصدقة يُقال له ابن اللتبية فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هذا لكم وهذا أهديَّ إليّْ، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك وصعد المنبر فقال:«ما بال أحدكم نستعمله فيقول هذا لكم وهذا أُهديَّ إِليّْ هلا قعد أحدكم في بيت أمهٍ فينظر ماذا يُهدي إليه» فاتقوا الله عباد الله وتعاونوا على تطهير نفوسكم ومجتمعكم من داء الرشوة فإنه مُهدر للحقوق مُعطل للمصالح فحذار منه فإن فشوه في أُمةٍ مؤذن بهلاكها كيف لا وهي مُساعدة على الإثم والعدوان تقدم الجهلاء وتؤخر الأكفاء ترفع الخامل وتضع المُجد العامل فحذار من الرشى يا عباد الله فإنها فخ المروءة وقبر الأمانة والشرف لا يقدم عليها إلا خائن وضيع دنيء النفس سافل المروءة مساوم في دينه وكرامته. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم لما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
[٦٤- موعظة]
أيها الإخوان لقد ذهب أكثر عامكم وفات، وتقضت أيامه ولياليه وأنتم مُنهمكون في اللذات، فما أسرع ما تضرمت منه الأوقات، وما أكثر ما خطبكم لسان حاله بزواجر العظات، وما أطول ما نادى بكم مُنادي الشتات.