عباد الله ذنب اللواط من أعظم الذنوب يغضب رب العباد إنها لفاحشة يضيق بها الفضاء وتعج لها السماء ويحل بها البلاء فكشف حال، وسوء مآل، وداء عضال، وقبح أفعال، وعيب دونه سائر العيوب، عيب تموت به الفضيلة، وتحيا به الرذيلة وتتفتت على أهلها الأكباد، وتذوب من أجلها حياة القلوب، فعمل سبوب، ووضع مقلب، وفاعل ملعون، ومفعول به عليه مغضوب، وخلق فاسد، وشرف مسلوب، وعرض ممزق، وكرامة معدومة، وزهري وجرب ذو ألوان، وقذر وأنتان، ووساخة دونها كل وساخة، اللهم إن في هذه الفعلة الشنيعة من الخزي والعار ما لا تطيقه الطباع السليمة، كانت أمة قديم عصرها، باق ذكرها، كثير شرها، تسكن بين الحجاز والشام، ترتكب هذه الفاحشة الشنيعة، والجريمة الفظيعة علنا، في نواديهم ويذرون ما خلق الله من أزواج، ولا يبالون بمن يعتب عليهم، ويشنع عليهم ولا يخافون لومة اللوام، فبعث الله إليهم لوطا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فدعاهم إلى التوحيد، وترك عبادة الأصنام وحذرهم من فعل فاحشة اللواط، وبالغ في إنذارهم، وتحذيرهم، وكان الجزاء والجواب منهم على هذه النصيحة أن قالوا:{أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} ومقصود هؤلاء الأشقياء بهذا الوصف السخرية والتهكم بلوط ومن معه، وهذا كما يقوله الفساق والمرجة المعاصرون، لبعض الصلحاء إذا أنكروا عليهم ووعظوهم، أخرجوا عنا هذا المتدين أو هذا المتزهد وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد.