اللهم أيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا وذنوبنا ولا توآخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وأكنته سرائرنا واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[١٢٧- "موعظة"]
عباد الله تزودوا للرحيل فقد دنت الآجال واجتهدوا واستعدوا للرحيل فقد قرب الارتحال ومهدوا لأنفسكم صالح الأعمال فإن الدنيا قد آذنت بالفراق وإن الآخرة قد أشرفت للتلاق فتزودوا من دار الانتقال إلى دار القرار.
واستشعروا التقوى في الأقوال والأفعال واحذروا التفاخر والتكاثر في الدنيا بجمع الحطام واكتساب الآثام وإياكم والاغترار بالآمال فوراءكم المقابر ذات الوحشة والهموم والغموم والكربات وتضايق الأنفاس والأهوال المفظعات.
فسوف ترون ما لم يكن لكم في حساب إذا نوديتم من الأجداث حفاة عراة غرلاً مهطعين إلى الداعي وتعلق المظلومون بالظالمين ووقفتم بين يدي رب العالمين وحل بكم كرب المقام واشتد بالخلق في ذلك الموقف الزحام وأخذ المجرمون بالنواصي والأقدام وبرزت جهنم تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها والخزنة حولها غلاظ شداد.
وينادي عند ذلك العزيز الحميد الجبار فيقول هل امتلأت وتقول هل من مزيد هنالك ينخلع قلبك وتتذكر ما فرطت فيه من الأوقات وتتندم