عباد الله إنما حرم الله عليكم الخمر، لما فيه من الأضرار والأخطار، وما منعكم من شربها إلا لما ينشأ عن ذلك من المفاسد والشرور والأضرار، فشارب الخمر ملعون على لسان نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبائعها، وشاربها، وعاصرها ومعتصرها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليهن ومدمن شربها لا يدخل الجنة، بل يدخل النار ويسقى من طينة الخبال -عرق أهل النار- وورد أن مدمن الخمر كعابد وثن فشارب الخمر مفسد لدينه، ومفسد لجسمه، وصحته، وجان على نفسه، وعلى أولاده، وأقاربه، وأهله وجيرانه ومفرط في ماله ومسرف فيه وعابث بكرامته، وساع إلى الشر والفساد بيده، ورجله، ولسانه، وصائل، خبيث، على الأخلاق والأديان شارب الخمر عضو مسموم في جسم مواطنيه، إذا لم يبادروه بالعلاج أو يقطعوه أصابهم ضرره، شارب الخمر يزين الشر ويحسنه، لبنيه، وبناته، وأصدقائه ويدعوهم بلسان حاله ومقاله، وأنتم تعلمون أن داعي الفساد مجاب في كل زمان ومكان وأنصاره بلا عد ولا حسبان، وإذا دبت الخمر في رأس شاربها فقد شعوره، وزنى، ولاط، أو ليط به، وجاء بأنواع الفحش، والفجور، وسب وشتم، وقذف، ولعن، وطلق وسب الدين والمسلمين، بل ربما وقع على أمه، أو بنته أو أخته أو على نساء جيرانه، أو على بهائمه، وربما كفر بالله وارتد عن الإسلام، وترك الصلاة، وأفطر في رمضان، وسب القرآن، وبالجملة أن من تعاطى الخمر سقط من شاهق مجده إلى مستوى الخنازير، والقردة يصدق بهذا من عاين شارب الخمر وقد استولى عليه الشراب وغطى عقله فترى من يقوده متعب، يجره كما يجر الدابة الحرون بل الدابة تمشي أحيانًا هادئة إذا جرت لا