بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من عذابه الأليم. أقول قولي واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين إنه الغفور الرحيم، فاستغفروه.
[١٤٨- (خطبة)]
الحمد لله الذي افتتح بحمده الكتاب، والحمد لله الذي ينال بحمده الثواب، نحمده على ما منح فهو المنعم الوهاب، ونستغفره ونتوب إليه، فإنه غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عليه توكلت، وإليه متاب، شهادة شهد الله بها لنفسه في محكم الكتاب، شهادة أرغم بها أنف كل جاحد مرتاب.
ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله جاء بالحق، وفصل الخطاب، نبي شق له القمر، وردت له الشمس، وقد كادت تتوارى بالحجاب، اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ما أفل شهاب، وطلع شهاب.
أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته كما أمركم في محكم الكتاب، وأكثروا ذكره فإن ذكره يعدل عتق الرقاب، واحذروا كما حذركم نفسه، فإنه شديد البطش سريع الحساب، وتأدبوا بآداب نبيكم، فإنها أكمل الآداب، وتخلقوا بمحاسن أخلاقه، فأحسنكم أخلاقًا أقربكم من رب الأرباب، وراقبوا الله فهو المطلع على ما ظهر، وما أرخيت عليه الستور، وأوصدت دونه الأبواب. واحذروا الدنيا فإنها كظل زائل أو طود مائل،