وكلمح سراب. وبادروا بالأعمال الصالحة، فإن الأوقات تمر بكم مر السحاب. ابن آدم والله إن أمرك لشيء عجاب، وحالك إذا حققت كثير الخطأ قليل الصواب، تقارف المعصية، وتؤخر المتاب، وتسوف بالعمل تنتظر المشيب، وقد أضعت الشباب، وتفرح بمضي الأيام، وذهابهن لك ذهاب، وتعمر الدنيا، وإنما خلقت للخراب، وتنسى الموت وقد أزعج عنك كثيرًا من الأحباب، وتذكر فلا تتذكر وإنما يتذكر أولوا الألباب، فوا أسفًا لقلوب ضرب عليها من الغفلة باب، ونفوس مشغولة بلذات الطعام والشراب، وعقول ذاهلة عن المعاد وأهواله الصعاب، لاهية عن أمر لا شك في لقائه ولا ارتياب، وخطب لا يدفع بالعشائر ولا يمنع بالحجاب، وقبر مظلم وساده اللبن، وفراشه التراب، وموقف تشخص فيه الأبصار وتخضع الرقاب، وعرض عظيم تظهر فيه الخطايا وينكشف الحجاب، وجزاء لا محالة على الحسنات بالثواب، وعلى المعاصي بالعفو والعقاب، جعلني الله وإياكم من الفائزين الآمنين، وجنبنا وإياكم موارد الظالمين، إن أنفع ما عولج به داء الشك والارتياب كلام ربنا الذين أنزل على عبده الكتاب، والله يقول، وقوله الحق المبين: