أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين إنه هو الغفور الرحيم. فاستغفروه.
[١٤٩- (خطبة)]
الحمد لله الذي تعاظم ملكوته فاقتدر، وتعالى جبروته فقهر، الذي أعز من شاء ونصر، ورفع أقوامًا بحكمته، وخفض أقوامًا آخر، نحمده على نعمه التي تربو على ذرات الرمل، وقطرات المطر، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العليم بما بطن وما ظهر، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومجتباه من البشر، نبي شق عن صدره وشق له القمر، نبي ظللته الغمام، وأجابت لدعوته الشجر، نبي أيده الله بمعجزات الآيات والسور، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه القادات الخير.
أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله في الورود والصدر، وراقبوه فيما بطن من الأمور وظهر، واعبدوه حق عبادته في الآصال والبكر واذكروه على كل حال، فإنه يذكر من له ذكر، واشكروا نعمه، فقد تكفل بالمزيد لمن له شكر، وخافوا مقامه، واحذروا بطشه كل الحذر، وارجوا بره فهو أرحم بكم من كل رحيم وأبر، واستغفروه لذنوبكم فإن كل صغير وكبير مستطر، واستقيلوه عثراتكم، فإنه يقيل بفضله من عثر، وارغبوا فيما أعد للطائعين من جنات ونهر، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وارهبوا ما رهبكم من النار التي لا تبقي ولا تذر، وازهدوا في الدنيا التي نفعها مشوب بالضرر وفرحها مقرون بالترح، وصفوها ممزوج بالكدر، وانظروا لأنفسكم فيها حق النظر، واتعظوا بمواعظ الحوادث والغير، وتأملوا