للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ما فيها من الآيات والعبر، فقد شاهدتم من آياتها ما فيه مزدجر، وقد عاينتم وقائعها بأهلها وليس العيان كالخبر، كم حضرتم فيها عند محتضر، وكم شيعتم من الراحلين عن قصورها إلى بطون الحفر، ونقلتموه من الفرش الوثيرة إلى خشونة المدر، فتأهبوا لمثل ما حل بهم، فإنكم على الأثر، وتزودوا زاد التقى فأنتم على سفر، وبادروا بالأعمال الصالحة فالأعمار في قصر، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر، وتذكروا مرارة الموت والساعة أدهى وأمر، وجاهدوا أنفسكم بسلاح التقوى، فإنه قرين الظفر، وجاهدوا أعداءكم من الشياطين والأهواء بصدق اللجأ إلى رب البشر، وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فيما بطن وظهر، وشمروا لإعلاء كلمة الله فيما نهى وأمر {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧] .

وكفى به لمن اعتبر، جعلني الله وإياكم ممن خلص له فيما أعلن وأسر، ووفقنا لما يحبه من العمل، فإنه خالق القوى والقدر، إن أرفع الكلام الذي يدهش الألباب والفكر كلام ربنا الذي أنزل على نبيه محكم السور، والله يقول، وقوله الحق المبين: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: ١٠٢، ١٠٣] .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم، وأجارني وإياكم من

<<  <  ج: ص:  >  >>