أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب. فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
[١٧١- (خطبة)]
في الحث على التوجه إلى الله، والتماس رضاه
الحمد لله الولي الحميد، الفعال لما يريد؛ أحمده سبحانه من التمس رضاه نجا، ومن تعلق بغيره خاب، ولم يغن عنه من الله شيئًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ قدوة أصحاب اليقين، وسيد العارفين بربه، فيا لسعادة من سار على نهجه واقتفى. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فيا عباد الله؛ إن خير ما أُلقي في القلب، يقين بالله يرسخ في القلوب رسوخ الرواسي؛ وإيمان صادق بكفاية الله لعبده، يدفعه إلى إيثار مرضاة ربه على رضاء خلقه، وتقديم طاعته على طاعة عبيده. وتلك هي مرتبة العارفين بالله، الذين امتلأت قلوبهم بنور الله، فعرفوا الله حق معرفته، والتمسوا رضوانه، وتخلصوا من مجالب سخطه. أولئكم -يا عباد الله- هم خير البرية؛ جزاءهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا؛ رضي الله عنهم ورضوا عنه. وعلى النقيض منهم، من اتصف بعكس