للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٩٤- "موعظة"]

عباد الله يقول الله جل وعلا وتقدس: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ٢] عباد الله أن الصلاة عماد الدين وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي قرة عين المؤمن وطمأنينة قلبه تبدو واضحة في وقوفه بين يدي ربه، وخشوعه وانكساره، عندما يتجه إليه في عبادتهن ويقف خاضعًا ذليلاً بين يدي العزيز الحكيم.

عباد الله من حافظ على الصلاة فهو السعيد الرابح، ومن أضاعها فهو الشقي الخاسر، وإن اللبيب العاقل من إذا حضر للصلاة أقبل بقلبه وقالبه، طرح الدنيا وشئونها ومتعلقاتها جانبًا وتدبر ما يتلوه إن كان وحده أو إمامًا. وأنصت وأحضر قلبه إن كان مأمومًا وتفهم ما يسمع وابتهل وتضرع إلى مولاه.

عباد الله إن الخشوع في الصلاة هو روحها، والمحور الذي تدور عليه سائر أفعالها، والخشوع فيها مع الإخلاص لله آية الإيمان وسبب الفلاح وأمان من وساوس الشيطان. ألا وإن الصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها".

وفي المسند مرفوعًا عن العبد ليصلي الصلاة ولم يكتب له إلا نصفها أو ثلثها أو ربعها، حتى بلغ عشرها، وقد علق الله فلاح المصلين بالخشوع في صلاتهم، فدل على أن من لم يخشع فليس من أهل الفلاح ولو اعتد له بها ثوابًا لكان من المفلحين هكذا قال بعض العلماء.

قالوا وأما الاعتداد بها في أحكام الدنيا وسقوط القضاء فإن غلب

<<  <  ج: ص:  >  >>