أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ لِيَجْزِي اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ هَذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}[إبراهيم: ٥٢] . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا ... إلخ.
[١٢٩- (خطبة)]
الحمد لله الذي جاد على العباد وتكرم وأغنى وأفقر وأهان وأكرم وأوجد الأشياء كما شاء ثم أعدم وأشقى وأسعد وأخر وقدم وأمات وأحيا وعافى وأسقم وأحب وكره ورضي وسخط وعفا وانتقم وقدر ودبر وقسم وأقسم واطلع على ما يسر وعلم ما يكتم وخاطب أولى الألباب من يعقل ويفهم وأمر ونهي وأباح وحرم وجعل مبدأ كل عام الشهر المحرم.
أحمده على أن شرفنا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - على سائر العرب والعجم وأشكره على أن جعلنا من خير امة أخرجت للناس فهي خير الأمم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله عز فحكم وأحصى كل شيء عددًا وأحاط به علمًا وأجرى به القلم.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بنور ساطع وحق قاطع وعلم نافع فرفع الله به عمود الإسلام فاستتم وأذل به عباد الأصنام وقصم وضعضع