للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقد قصر سعي من كانت خطاه معدودة وسفه رأي من كان هواه معبوده وقل حاصل من جمع الحطام وورثه الأكال بينما أحدكم يلهو في أسبابه ويخط في سرباله ويزهو بإعجابه ولا يخطر الموت بباله إذ صدع المرض هامته وأحال الدهر قامته ذات الاعتدال ففتت الوجع في أعضاده وقطعت الصحة حبل وداده وأصبح يندب ما يسفر عنه من الأهوال.

والنفوس لسوء منظره تجزع والقلوب للفكر في مصرعه تخشع وعيون أهله على فرقته في انهمال. هذا وهو بين يدي ربه محضر والروح تتصعد في حلقومه وتتحدر والأرض قد استعدت لدفن جثته إلى يوم المآل فاتقوا الله ونبهوا من غفل ولهى.

واستعدوا لهذه النازلة فالسعيد من استعد لها وودعوا شهركم هذا بما ينفعه من صالح الأعمال فقد مضى شهركم المحرم وأنت عنه في المقال فليت شعري هل فيكم من تجافى جنبه عن المضاجع في تلك الليال أو تذكر ما يعود نفعه عليه في يوم تشيب فيه الأطفال.

فتداركوا رحمكم الله ما فات في هذه الخصة وتجرعوا مياه الندم عسى أن تسيغوا بها ما للذنوب من غصة فعسى أن يمن الكريم بالمسامحة والقبول والإقبال وسلوه سبحانه العفو العافية واللطف بكم في السر والعلانية فإنه لا يخفى عليه شيء من الأقوال والأفعال والأعمال.

وفقني الله وإياكم لعمل الساعين الأبرار وجنبنا طريق أهل التباب والخسار إن أحسن القصص والاعتبار كلام الملك العزيز الغفار والله تعالى يقول وبقوله يهتدي المهتدون {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: ٢٠٤] .

<<  <  ج: ص:  >  >>