اللهم قوي إيماننا بك وبملائكتك وبكتبك وبرسلك وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره اللهم وفقنا للهداية وجنبنا أسباب الجهالة والغواية اللهم ثبتنا على الإسلام والسنة ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[١٠١- موعظة]
عباد الله أن الله اختار نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وخصه بمزايا لم تكن لأحد من العالمين واختار له أصحابًا خيرة الناس من خلقه، وخصهم بمزايا لم تكن لسواهم من الناس أجمعين، حاشا الأنبياء والمرسلين، وأثنى عليهم، سبحانه في غير موضع من القرآن الكريم تنبيهًا على جلالة قدرهم، وعلو منزلتهم، وعظم فضلهم، وشرفهم. قال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}[التوبة:: ١٠٠] .
وقال تعالى يصفهم بشدة الرحمة ولين الجانب لبعضهم بعضًا وشدتهم على الكفار المعاندين {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[الفتح: ٢٩] .
وقال تعالى يصف المهاجرين والأنصار بأفضل ما يصف به إنسانًا {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ