تحبهم ويحبونك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[٤٠- "موعظة"]
عباد الله إن قوارع الأيام خاطبة، فهل أذن لعظاتها واعية، وإن فجائع الموت صائبة فهل نفس لأمر الآخرة مراعية، إن مطالع الآمال إلى المسارعة إلى الخيرات ساعية ألا فانظروا بثواقب الأبصار والبصائر في نواحي الجهات والأقطار فما ترون في حشودكم وجموعكم إلا الشتات ولا تسمعوا في ربوعكم إلا فلان مريض وفلان مات أين الآباء الأكابر أين العلماء العاملون بعلمهم الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم المناصحون لولاتهم وأمتهم الزاهدون في حطام الدنيا الفانية أين الكرماء الأفاضل الذين يغارون إذا انتهكت المحارم أين الهاجرون المصارمون للفاسق والفاجر أين المناصرون للقائم على أهل المعاصي والكبائر أين أهل الولاء والبراء المحبون في الله المبغضون لأعدائه.
أين المنقون لمآكلهم وملابسهم ومساكنهم عن الحرام والمشتبه وهو ما كان القلب في الإقدام عليه والكف عنه حائر.
أين الذين لا يسكنون إلا برضا صاحب الملك خوفًا من المخاطرة في صلاتهم وصيامهم ونكاحهم ومكثهم في الأملاك المسكونة قهرًا وغصبًا.
أين المتفقدون للفقراء والمساكين الذين ليس لهم موارد.
عثرت والله بهم العواثر وأبادتهم السنين الغوابر وبترت أعمارهم الحادثات البواتر واختطفهم عقبات كواسر. وخلت منهم المشاهد والمحاضر وعدمت من أجسادهم تلك الجواهر وطفئت من وجوههم الأنوار الزواهر